الرسل والانجيل:
اللـه يحتاج الينا نحن البشر لان نبشر ونذيع سره الخلاصي بين اخوتنا البشر.
نحن اليوم مثل ايادي اللـه في العالم والمجتمع. هكذا نادانا يسوع "بالخميرة التي تخمر العجين" و"بالملح التي تطعّم الطعام". اللـه هو كامل بطبعه ولا يحتاج الى مخلوق او اي شيء اخر ليكمله. ولكونه اله محب فانه يحتاح الى بشر ضعفاء وخطاة مثلنا -عبر التاريخ- لايصال كلمته الى سائر البشر.
غالبا ما كان رسل وانبياء اللـه عرضة للشتم والضرب والمهانة والقتل والرجم، حتى ان ربنا يسوع نفسه لم ينجو من ذلك!
وكم بالاحرى نحن اليوم، كم نبحث عن الامان والوئام والمحبة بين البشر لكننا غير محبوبين لسبب لم نقترفه ولم نعمله، فما هو ذنبنا يا ترى! يقول الكتاب المقدس: "من اجلك نُقتَل كل يوم .. ونحسب مثل عنزة سيقت الى الذبح". لا خيار للمؤمن الا ان يصفى بالنار، ويجب ان يعبر الاختبار الصعب في حياته، وعليه ان يعبره لكي يكون نزيها ومنظفا ومبررا من كل اثامه وخطاياه عندما يصعد عند الاب.
لنصلي الى شهدائنا الابرار ، جميع الذين قتلوا وماتوا واصطبغوا بدمائهم الزكية، لا لسبب او علة بل لمجرد انهم كانوا مسيحيين. لنصلي لاجل اخوتنا الاخرين كي يسندهم الرب من كل ضيق وان يخفف عنهم الاضطهاد فيكونون شهود أمان وسلام ووئام ومحبة.
وكما قام يسوع في انجيل اليوم بالمعجزة وسط انبهار الجميع، هكذا خول تلاميذه وكنيسته ان تقوم بايات واعاجيب –كل في زمانه- تبهر وتعجب كل من يراها او يسمع بها. وهكذا علينا ان نؤمن بيسوع فنكون قادرين على عبش وصنع معجزات زماننا، فنكون رسله بحق.
فلنصل اذن ليجعلنا اللـه شهود حقيقيين لانجيله، ورسلا لكلمته، فنبهر السامعين والناظرين الينا من خلال اسلوب حياتنا وطريقة عيشنا للانجيل فيحق قول يسوع فينا: "هكذا فليضيء نوركم امام الناس، ليروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم السماوي".