انجيل الاحد 3 من الصيف
خليقة جديدة، يوحنا 9
الخوراسقف فيليكس الشابي
مقدمة:
لماذا جاء يسوع يشفي ويداوي اهل هو طبيب؟ انه عمل هذا بدافع المحبة. فلا يرغب يسوع ان يرى الخليقة متعذبة ومخربة الا ويمد يد العون اليها لينهضها ويرفعها الى المقام الاول، الى السعادة التي وهبت لبني البشر ليتقاسموها مع بعض وهم يعيشون على الارض. ولهذا ندعو يسوع في الصلوات الطقسية "بالطبيب الحكيم" لانه طبيب روحاني وجسدي في نفس الوقت.
خليقة جديدة:
"وتفل في الأرض، فجبل من تفاله طينا، وطلى به عيني الأعمى". في هذا النص نرى يسوع "يعمل" بيديه، انه يجبل الطين ويضع على عيني الاعمى! نتذكر ان يوم المعجزة هو السبت وهو اليوم الذي فيه استراح اللـه من عمل الخلقة. والان جاء يسوع في يوم السبت، يوم الاستراحة ليعمل حتى يصلح ما كان خربانا، وما دمرته الخطيئة والمقاصد السيئة في قلوب البشر!
تضادد: هناك متناقضات تواجه يسوع وعمله، نذكر منها:
المرض × العمل
العمى × البصر
ليل × نهار
اناس ضد × اناس مع
خلاصة:
في كل عمل هناك معارضة، وامام كل شيء جديد نجد القديم الذي يحاول ان يقف كالسد امامه. ولكن هناك موقف وحيد مهم وشجاع يريده يسوع منا. ان نكون معه قلبا وقالبا، على الدوام وليس للحظة واحدة فقط.
اليوم وجد يسوع ضالته في هذا الرجل الاعمى. فرغم ان كل الجمع هو ضده، نراه لا يخاف مثل والديه، بل يقول علانية: "يسوع الناصري هو ابراني". وهكذا صار رسولا للمسيح ومبشرا به، لانه صار خليقة جديدة!
هل نحن اشداء واقوياء وانقياء لما يخص يسوع؟ ام عندما تصل القضية الى يسوع فاننا نتراخى؟ هل نحن فعلا خليقة يسوع الجديدة؟
مثال:
كم منا يصلي قبل ان ينام؟ هل نصلي ونحن في الفراش؟ وكم منا ينام اثناء الصلاة؟ قد نقول ان يسوع سيسامحنا لانه عطوف ورؤوف وحنون؟ الم نفكر ولو للحظة وسألنا انفسنا: كم مرة التقيت مديري او صديقي وانا في فراشي نعسان؟ فان كنا لا نعامل بشرا مثلنا بهذه المعاملة فهل يا ترى يليق بنا ان نعامل ربنا بهذه المعاملة؟ الجواب طبعا يبقى عند كل واحد منا، ولنتذكر بان هذا هو مجرد موقف واحد تجاه ربنا، وكم هناك من المواقف التي يجب ان نكون اشداء وحازمين تجاهها في حياتنا وايماننا؟