هل نعرف طريق العودة؟
انجيل الاحد الثاني من الصيف: الخوراسقف فيليكس الشابي
يسير الانسان وسط هذا العالم في طرق كثيرة مختلفة. والطرق هي متنوعة بتنوع الانسان وطبائعه وطموحاته ومحاولاته الجدية في العيش والبقاء.
كم يجرب الانسان ان يسلك بمختلف طرق الحياة. كل منا بامكانه ان يصف كم طريقا سلك الى ان وصل به المطاف الى ما هو عليه الان، او اين هو الان. ومنا من لا يزال يفكر بسلك المزيد من الطرق التي توصله الى اماكن اخرى او مناصب او مكاسب اخرى...الخ.
لم يكن حال الابن "الضال" الاصغر اسوأ منا بكثير او مختلفا عنا! لا بل يمكنني القول ان حال الابن الضال هو افضل من حال كثيرين ممن يعيشون معنا وبيننا!
لقد اختار الابن الاصغر "الهجرة" بعمر مبكر، واختار ان يبقى بعيدا عن اهله، لا سيما ابيه المسؤول عليه. اراد بسفره هذا ان يتخلص من كل قيد وكل امر والتزام، وحاول ان يعيش مغامرة الحرية لاول مرة في حياته.
حسبما نعرف من القصة التي سمعناها من الرب يسوع، فان الولد اخطأ في تقديراته، ولم يحترم مقام والده.. مع ذلك، وفي ليلة ليلاء، وفي قلب التعاسه والبكاء، ينبعث بصيص امل من الذي "اختفى" والذي كان قد حسب في عداد المفقودين و"الاموات"، عندما اختار العودة!
هل لدينا مثل هذه الجراة يا ترى؟ ان نعود الى نفسنا، وان نتجه نحو الذي أسأنا اليه، ونطلب منه العفو، لابل ونقول له: نحن تحت امرك؟
اخوتي ، انجيل هذه الاحد يدعونا الى الصحوة، ان نستفيق، وان نعلم باي طريق نحن سالكين، وان كان هناك من خطأ او من عمل ما غير جيد ارتكبناه، فباب التوبة مفتوح، فلنطرقه.
لقد تذكر الابن الاصغر طريق العودة ، بعد ان شرد وهام، فهل نعرف نحن طريق العودة الى بيت اللـه؟ الكنيسة هي بيت الاب، فهل تذهب الى الكنيسة يوم الاحد لتلقي بيسوع وتصلي للـه الاب؟