Friday, August 27, 2010

الاحد الاول من ايليا - الاعمى وزكي

الاحد الاول من ايليا: (لوقا 18: 25 – 19: 10)

رجلان من اريحا ينالان الخلاص من يسوع:

الاعمى وزكا

تفسير الخوراسقف فيليكس الشابي

الاعمى: رجلان يخلتفان لا بل هما على النقيض من حالتها المادية. الاول فقير والثاني مترف. اجتماعيا: كلاهما يعيشان على الهامش. الاعمى لا يعترف به الناس لانه فقير وغير مثقف (عموما) ويلح بطلب المعونة بطبعه (لهذا يسكته الناس)، فتراه يعيش يومه هامشيا، على قارعة الطريق.

زكا: ثري جدا، ومكروه جدا ايضا، لان امواله معتبرة مسروقة من بني جلدته من اليهود، ولانه عميل للرومان. فهو معتبر كخائن وسارق في نفس الوقت. وكلمة "عشّار" كانت كافية لتعبر عن كل هذا! زكا ايضا بالتالي مهمش من المجتمع، والناس تحاول تجنبه لانه يركض ورائهم دائما ويحاول سرقة اموالهم...

الهامشيين: في اكثر من مناسبة يسوع يذكّر بانه ما جاء لاجل الاصحاء بل المرضى، لا لاجل الاقوياء بل الضعفاء. وهذه المدينة -اريحا- شهدت مظاهر كثيرة للقوة والضعف في ان واحد. من كان قويا متسلطا، كسر اللـه كبريائه (صدقيا وهيرودس) ومن كان متواضعا رفع اللـه من شأنه (مثل ايليا النبي والاعمى وزكا).

البحث والايجاد: نفهم من المثل ان الرجلان هما اللذان يبحثان عن يسوع، ولكن الحقيقة هي انه هو الذي يبحث عن الهامشيين الواقعين تحت براثن الخطيئة والعوق والضعف...

رغم هتاف الجماهير وصخبهم وهم محاطين بيسوع، فانه يتوقف عند سماعه مستجيبا. لا بل بمجرد شعوره بوجود انسان ضعيف بحاجة الى عطف وحنان وخلاص فانه يتوقف... يتوقف للاعمى بعد ان يصر ويلح بان يطلب شيئا من يسوع. لربما اسكته الناس لاعتقادهم بانه سيطلب منه مالا او شيئا ما، لكنه أبهرهم بطلبه من يسوع بكل ايمان وخشوع وتوسل "نعمة البصر" فنال الايمان والرؤية معا.

اما زكا، فقبل ان ينطق بكلمة او مطلب شعر يسوع بالجهد والعناء الذي بذله زكا، من ركضه الى المكان.. وتلسقه للشجرة... وانتظار وصول الرب... هكذا كافأه يسوع بزيارة لن ينساها، اذ كسر الجمود الذ بينه وبين الجماهير وانفتحت ابواب الايمان على مصراعيها لهذا الرجل المسكين (اليوم صار الخلاص لهذا البيت).

خلاصة: اتى يسوع ليخلصنا، مهما كان حالنا او وضعنا، فنحن بحاجة الى يسوع، فقراء كنا ام اغنياء... ولكن هناك شرط مهم كي تتم عملية الخلاص هذه. ان نقوم نحن ايضا بمسيرة البحث عن اللـه ونتحمل مشقة المحاولة.

فهل نحن ساعون لاجل خلاصنا، هل نحاول الوصول الى يسوع، بكل الطرق والوسائل. ام اننا (مُتَرَّهين) نقول لا يهم اليوم بل غدا ساصلي.. وغدا ساعمل الخير للناس.. وغدا ساذهب للكنيسة.. وغدا ساصبح انسانا جديدا.. وغدا ساترك العادة الفلانية السيئة... خوفي من ان هذا الغد لن يأتي ابدا، لاننا نعتقد اننا ابطال خالدون، ولكن اللـه هو وحده الخالد!

الكنيسة تناشدنا ان نسارع ونثابر لكسب خلاصنا، مثل الاعمى وزكا، علينا ان نركض من اجل خلاصنا فلا نتماهل ولا نتهاون لان الغد بيد اللـه ولا نعرف ماذا سيكون مصيرنا غدا.

Saturday, July 24, 2010

3rd Sunday of Summer- الثالث من الصيف

انجيل الاحد 3 من الصيف

خليقة جديدة، يوحنا 9

الخوراسقف فيليكس الشابي

مقدمة:

لماذا جاء يسوع يشفي ويداوي اهل هو طبيب؟ انه عمل هذا بدافع المحبة. فلا يرغب يسوع ان يرى الخليقة متعذبة ومخربة الا ويمد يد العون اليها لينهضها ويرفعها الى المقام الاول، الى السعادة التي وهبت لبني البشر ليتقاسموها مع بعض وهم يعيشون على الارض. ولهذا ندعو يسوع في الصلوات الطقسية "بالطبيب الحكيم" لانه طبيب روحاني وجسدي في نفس الوقت.

خليقة جديدة:

"وتفل في الأرض، فجبل من تفاله طينا، وطلى به عيني الأعمى". في هذا النص نرى يسوع "يعمل" بيديه، انه يجبل الطين ويضع على عيني الاعمى! نتذكر ان يوم المعجزة هو السبت وهو اليوم الذي فيه استراح اللـه من عمل الخلقة. والان جاء يسوع في يوم السبت، يوم الاستراحة ليعمل حتى يصلح ما كان خربانا، وما دمرته الخطيئة والمقاصد السيئة في قلوب البشر!

تضادد: هناك متناقضات تواجه يسوع وعمله، نذكر منها:

المرض × العمل

العمى × البصر

ليل × نهار

اناس ضد × اناس مع

خلاصة:

في كل عمل هناك معارضة، وامام كل شيء جديد نجد القديم الذي يحاول ان يقف كالسد امامه. ولكن هناك موقف وحيد مهم وشجاع يريده يسوع منا. ان نكون معه قلبا وقالبا، على الدوام وليس للحظة واحدة فقط.

اليوم وجد يسوع ضالته في هذا الرجل الاعمى. فرغم ان كل الجمع هو ضده، نراه لا يخاف مثل والديه، بل يقول علانية: "يسوع الناصري هو ابراني". وهكذا صار رسولا للمسيح ومبشرا به، لانه صار خليقة جديدة!

هل نحن اشداء واقوياء وانقياء لما يخص يسوع؟ ام عندما تصل القضية الى يسوع فاننا نتراخى؟ هل نحن فعلا خليقة يسوع الجديدة؟

مثال:

كم منا يصلي قبل ان ينام؟ هل نصلي ونحن في الفراش؟ وكم منا ينام اثناء الصلاة؟ قد نقول ان يسوع سيسامحنا لانه عطوف ورؤوف وحنون؟ الم نفكر ولو للحظة وسألنا انفسنا: كم مرة التقيت مديري او صديقي وانا في فراشي نعسان؟ فان كنا لا نعامل بشرا مثلنا بهذه المعاملة فهل يا ترى يليق بنا ان نعامل ربنا بهذه المعاملة؟ الجواب طبعا يبقى عند كل واحد منا، ولنتذكر بان هذا هو مجرد موقف واحد تجاه ربنا، وكم هناك من المواقف التي يجب ان نكون اشداء وحازمين تجاهها في حياتنا وايماننا؟

Saturday, July 17, 2010

2nd Sunday of Summer - هل نعرف طريق العودة؟

هل نعرف طريق العودة؟

انجيل الاحد الثاني من الصيف: الخوراسقف فيليكس الشابي

يسير الانسان وسط هذا العالم في طرق كثيرة مختلفة. والطرق هي متنوعة بتنوع الانسان وطبائعه وطموحاته ومحاولاته الجدية في العيش والبقاء.

كم يجرب الانسان ان يسلك بمختلف طرق الحياة. كل منا بامكانه ان يصف كم طريقا سلك الى ان وصل به المطاف الى ما هو عليه الان، او اين هو الان. ومنا من لا يزال يفكر بسلك المزيد من الطرق التي توصله الى اماكن اخرى او مناصب او مكاسب اخرى...الخ.

لم يكن حال الابن "الضال" الاصغر اسوأ منا بكثير او مختلفا عنا! لا بل يمكنني القول ان حال الابن الضال هو افضل من حال كثيرين ممن يعيشون معنا وبيننا!

لقد اختار الابن الاصغر "الهجرة" بعمر مبكر، واختار ان يبقى بعيدا عن اهله، لا سيما ابيه المسؤول عليه. اراد بسفره هذا ان يتخلص من كل قيد وكل امر والتزام، وحاول ان يعيش مغامرة الحرية لاول مرة في حياته.

حسبما نعرف من القصة التي سمعناها من الرب يسوع، فان الولد اخطأ في تقديراته، ولم يحترم مقام والده.. مع ذلك، وفي ليلة ليلاء، وفي قلب التعاسه والبكاء، ينبعث بصيص امل من الذي "اختفى" والذي كان قد حسب في عداد المفقودين و"الاموات"، عندما اختار العودة!

هل لدينا مثل هذه الجراة يا ترى؟ ان نعود الى نفسنا، وان نتجه نحو الذي أسأنا اليه، ونطلب منه العفو، لابل ونقول له: نحن تحت امرك؟

اخوتي ، انجيل هذه الاحد يدعونا الى الصحوة، ان نستفيق، وان نعلم باي طريق نحن سالكين، وان كان هناك من خطأ او من عمل ما غير جيد ارتكبناه، فباب التوبة مفتوح، فلنطرقه.

لقد تذكر الابن الاصغر طريق العودة ، بعد ان شرد وهام، فهل نعرف نحن طريق العودة الى بيت اللـه؟ الكنيسة هي بيت الاب، فهل تذهب الى الكنيسة يوم الاحد لتلقي بيسوع وتصلي للـه الاب؟

Saturday, July 10, 2010

1st Sunday of Qeta-Summer

الرسل والانجيل:

اللـه يحتاج الينا نحن البشر لان نبشر ونذيع سره الخلاصي بين اخوتنا البشر.

نحن اليوم مثل ايادي اللـه في العالم والمجتمع. هكذا نادانا يسوع "بالخميرة التي تخمر العجين" و"بالملح التي تطعّم الطعام". اللـه هو كامل بطبعه ولا يحتاج الى مخلوق او اي شيء اخر ليكمله. ولكونه اله محب فانه يحتاح الى بشر ضعفاء وخطاة مثلنا -عبر التاريخ- لايصال كلمته الى سائر البشر.

غالبا ما كان رسل وانبياء اللـه عرضة للشتم والضرب والمهانة والقتل والرجم، حتى ان ربنا يسوع نفسه لم ينجو من ذلك!

وكم بالاحرى نحن اليوم، كم نبحث عن الامان والوئام والمحبة بين البشر لكننا غير محبوبين لسبب لم نقترفه ولم نعمله، فما هو ذنبنا يا ترى! يقول الكتاب المقدس: "من اجلك نُقتَل كل يوم .. ونحسب مثل عنزة سيقت الى الذبح". لا خيار للمؤمن الا ان يصفى بالنار، ويجب ان يعبر الاختبار الصعب في حياته، وعليه ان يعبره لكي يكون نزيها ومنظفا ومبررا من كل اثامه وخطاياه عندما يصعد عند الاب.

لنصلي الى شهدائنا الابرار ، جميع الذين قتلوا وماتوا واصطبغوا بدمائهم الزكية، لا لسبب او علة بل لمجرد انهم كانوا مسيحيين. لنصلي لاجل اخوتنا الاخرين كي يسندهم الرب من كل ضيق وان يخفف عنهم الاضطهاد فيكونون شهود أمان وسلام ووئام ومحبة.

وكما قام يسوع في انجيل اليوم بالمعجزة وسط انبهار الجميع، هكذا خول تلاميذه وكنيسته ان تقوم بايات واعاجيب –كل في زمانه- تبهر وتعجب كل من يراها او يسمع بها. وهكذا علينا ان نؤمن بيسوع فنكون قادرين على عبش وصنع معجزات زماننا، فنكون رسله بحق.

فلنصل اذن ليجعلنا اللـه شهود حقيقيين لانجيله، ورسلا لكلمته، فنبهر السامعين والناظرين الينا من خلال اسلوب حياتنا وطريقة عيشنا للانجيل فيحق قول يسوع فينا: "هكذا فليضيء نوركم امام الناس، ليروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم السماوي".

Merry Christmas & Happy 2020